• عتمة (٢) : عن درسِ الذاكرة

    حين نفقد شخصًا نحبّ، نتعلمُ درسًا أو اثنين عن الذاكرة. أتعلّمُ -مثلًا- أن الذاكرة ليست ألبوم صور، ولا مجموعَ ومضٍ وأصوات وروائح تتكئ رفًا معتمًا في رأسي. ليست الذاكرة خزينة من مشاهد كاملة ومنقوصة، حادثة ومفتعلة. الذاكرةُ – ذاكرتي- حائك عنيدٌ ما ينفك دولابه ينسج حكايات لشخوصه، من رحل ومن بقي، يسدُ رقع غيابهم بـ”ليتَ”…

    عتمة (٢) : عن درسِ الذاكرة
  • عتمة، أو: في رثاء الأب

    أعبرُ صور والدي كما أعبر متحفًا حزينا في الليل. وحيدةً.. رغم أني لستُ الزائر الوحيد لهاتِه الصور، لكنّ زيارتي لها وحيدة جدًا. لعلّي لستُ العابرَ، بل الردهة في عزلتها، تحتشد بالأنفس في النهار، وتخلو لحزنها في الليل. الردهة تمد يدًا، تستوقف الزائر العابرَ: انظرْ، هنا سقط قلبي. والعابر يلتفتُ بلطفٍ، يهز رأسًا متفهمةً – أو…

  • أسطورةُ المريخ والزهرة | دبره كامرون

    إن فكرة اختلاف الرجال والنساء جذريًّا في طريقة استعمالهم اللغة للتواصل أسطورةٌ بالمعنى الاعتيادي: أيّ اعتقاد واسع الانتشار غير أنه خاطئ. لكنها أسطورة أيضًا من حيث كونها قصة يرويها الناس لتفسير ماهيّتهم، من أين أتوا، ولمَ يعيشون نحوًا بعينه. سواءً كانت هذه القصص “حقيقيّةً” بالمعنى التاريخيّ أو العلمي أم لم تكن، فإن لمثلها عواقب في…

    أسطورةُ المريخ والزهرة | دبره كامرون
  • فلسفة اللغة مع جون سيرل

    الفيديو أدناه ترجمةٌ لحوار تلفزيونيّ أجراه الفيلسوف البريطانيّ بريان ماغي – المتوفَّى الشهر الماضي- مع الفيلسوف الأمريكيّ جون سيرل عامَ 1977، ضمنَ سلسلةٍ حواريّة وثائقية أنتجتها البي بي سي تحتَ عنوان “Men of Ideas” يقدّم هذا اللقاء موجزًا مهمَّا لفلسفة اللغة وعلومها، بدءًا بأفلاطون وانتهاءً بعلم اللغويات المعاصر، وفيه يستفيض سيرل قليلًا في شرحِ نظرية…

    فلسفة اللغة مع جون سيرل
  • عدوّ المرأة الألدّ؟ افتقارها وقتًا خاصّا | بريجيد شولتي

    لطالما قوطع وقت النساء وتشظى عبر التاريخ. طُوِّقت دوزنة أيامهن بالمهام السيزيفيّة من رعاية بيتٍ وطفلٍ وعشيرة – للحفاظ على روابط العائلة والمجتمع وثيقة. إن كان ما يتطلبه الأمر شريطًا طويلًا من وقتٍ مكثّف لا يُقطَّع، وقتًا يسعك السيطرة عليه، فإنَّه شأن لا تملك النساء ترف رجوّه، دونَ أن يوصمن أقلًا بأنانيةٍ غير لائقة.

  • الفيليجونك التي آمنت بالمصائب* | توفه يانسن

    كان يا ما كان، كان هناك “فيليجونك” منهمكة في غسل بساطها الكبير في البحر. تدعكه بصابونٍ وَفرشاةٍ صعوداً حتّى أوَّلِ خطٍّ أزرق،  وتنتظر موجةً سابعةً لتدنوَ وتشطف الصابون بعيداً. ولا زالت تصوبِن وَتدعك أبعدَ حتّى الخطِّ الأزرق التالي، وَالشمس تشعّ بدفءٍ على ظهرها. وقفت على ساقيها النحيلتين في الماءِ الصافي، تدعك وَتدعك. كان اليوم الصيفيّ…

    الفيليجونك التي آمنت بالمصائب* | توفه يانسن
  • بعضُ نصائح لمسافر المسافات الطويلة | غيث عبد الأحد

    لعقود ظّلّت السبل المفضية خارج الحرب وَالدمار وَالفقر إلى أمان الحياة في أوروبا سراً مصوناً بعناية، يملكه المهرّبون وَالمافيا المسيطرة على الطرق التي احتكرت المعرفة الضرورية. مارسوا تجارتهم المحظورة في مقاهٍ قذرةٍ داخل الأزقة الخفيّة بحيّ آقصراي باسطنبول وَ-لمن حالفهم الحظّ فبلغوا اليونان- في منطقة أمونيا بأثينا، حيث يُنقَّل القاطعون هذه المسافة كلها بين شبكةٍ…

    بعضُ نصائح لمسافر المسافات الطويلة | غيث عبد الأحد
  • في مديح المُتسكِّعات: النسوة اللواتي استَعَدْنَ شوارع مُدننا | لورن إلكِن

    لم تحز الكتابة عن المشي في المدن على رواجٍ يفوق رواجها الآن. إذ باتت الكتب النفس-جغرافية صِنعةً سهلة التداول وَعُدَّ مؤلَّفوها فلاسفةً في الحداثة. تعود جذور ما يمارسونه إلى ظاهرةٍ من القرن التاسع عشر، ألا وهي المتَسّكِّع flâneur – كرمزٍ للحظوة والرفاهية، في حوزته ما يكفي من الوقت والمال  ليجول المدينةَ هوناً كيفما شاء.  المُتَسّكِّع…

    في مديح المُتسكِّعات: النسوة اللواتي استَعَدْنَ شوارع مُدننا | لورن إلكِن
  • بيتنا | مرجان فرساد “أغنية فارسيّة”

    بيتنا بعيدٌ بعيد.. وراء جبالٍ صابِرة وراء حقول ذهبية وراء صحارى خالية. بيتنا على الجانب الآخر من الماء، على الجانب الآخر من الأمواج المضطربة، وراءَ غابات السرو، إنّه حلمٌ، خيال. وراء المحيط الأزرق، وراء حدائق الكُمّثْرى، على الجانب الآخر من كروم ِالعنب وراء خلايا النحل. بيتنا وراء الغَيم، على الجانبِ الآخر من أَحْزاننا، في نهايةَ…

  • أُغنيةُ الغداء | كرستُفر ريد*

    يتركُ رسالةً، صفراءَ لاصقة، على السوادِ المَيْتِ لشاشةِ حاسوبِه: “ذاهبٌ للغداء. قَد أَستَغرِقُ وقتاً.” لن يُبصِرَهُ زُملاؤه لما تبقّى من الظهيرة. يمكنُ لبهجةِ الغيابِ وَالهربِ الجسور أن تغفوَ بالقبَّعةِ فلن يلحظَها أحد. يوصدُ البابَ على كلبِ رحيلهِ النائم، يعجلُ غير مسرعٍ جداً عبر البَهو، ينقرُ زرَّ المصعدِ، وَينتظر. لو التقى شخصاً واحِداً في هذه البرهَةِ…

    أُغنيةُ الغداء | كرستُفر ريد*